كلما رأيت واحدا منهم، أجده عابس المحيا ممتقع الوجه، يبدو لك وقد ارتسمت خطوط الأحزان والآلام على وجهه ولو قدر لكان تحدثه في أي شيء فانه لا ينهل إلا من معجم اليأس ويسرد عليك مالم تسمع به من قبل.
يحدثك عن الآخرين الذين لا يقومون بواجباتهم وهو الوحيد القائم بما عليه.
يسب ويلعن الآخرين الذين لا يفهمون وكأنه العاقل الوحيد بينهم.
يحدثك عنهم وكأنه ليس منهم.
وإذا ماصادفت واحدا منهم فانه سيكرر نفس التعابير والجمل المحملة بالضيم واليأس، مع تغير المواقع فيصير الثاني في موقع الأول ويصبح الأول فردا وعنصرا من الآخرين.
إنها حالة شبه عامة حتى لا نقول عامة فنصير بذلك كأي منهم.
إنها حالة مرضية تجعلنا عشاق الانتظارية والاتكالية.
ويتساءلون بدهشة هل الإصلاح ينطلق من أعلى أم من أسفل.
أجيب الإصلاح ينطلق من الأسفل والأعلى وحتى من الجوانب إن وجدت، المهم أن يكون هناك مشروع إصلاح.
مغربنا (كحالة) اليوم يحفل بالنماذج وبمشاريع الإصلاح في ميادين الفلاحة، الاقتصاد، تشجيع الاستثمار، التعليم، السياحة…
وماهو مطلوب مني ومنك هو انخراط كل فرد ومن موقعه في عملية الإصلاح وليعمل كل منا بما هو منوط به وأن يعمل مافي كبير وسعه، إذ ذاك يصبح الأول والثاني بمقدرته إسداء النصائح وتقديم التوجيهات وتقييم النتائج.